mhiptv.org |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-07-2011, 04:44 PM | #1 |
من علماء الازهر الشريف
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 2,638
|
مكانة التوحيد في حياة المسلم
الحمد لله الولي الحميد، العظيم المجيد، الفعّال لما يريد ذي العرش المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مُقر له بالتوحيد، منـزّه له عن الشريك و النّديد، و أشهد أن محمد عبده و رسوله أولي الفضائل و المكارم وكل خلق حميد، صلى الله و سلم عليه و على آله وصحبه أجمعين أما بعد؛
معاشر المؤمنين عباد الله، اتقوا الله و راقبوه في السر والعلانية و الغيب والشهادة مراقبة من يعلم أن ربّه يسمعه ويراه، و تقوى الله جلّ و علا عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله، وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله. عباد الله، اعلموا رعاكم الله أنّ أعظم المقاصد و أجلّ الغايات و أنبل الأهداف توحيدُ ربِّ الأرض و السماوات و الإقرار له جلّ و علا بالوحدانية و إفراده جلّ وعلا بالذّل و الخضوع و الانكسار و إسلام الوجه له خضوعاً و تذللاً رغباً ورهباً خوفاً ورجاءً سُجوداً و رُكوعاً، وإخلاصُ الدّين له جلّ و علا و البراءةُ من الشرك كلِّه قليله وكثيره دقيقه وجليله فهذه عباد الله هي الغاية العظمى التي خُلق الخلق لأجلها وأُوجدوا لتحقيقها: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات56] وهي الغاية التي أرسل الله جلّ و علا لأجلها رسله الكرام و أنزل كتبه العظام: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ } [النحل36]، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء25]. عباد الله، وبالتوحيد يحيا العبد حقيقية ملؤها رضى الرحمن و الفوز بالكرامة و الإنعام و بدون يحيا حياة بهيمة الأنعام: { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } [الفرقان44] إنّ فاقد التوحيد ميّت ولو كان يمشي على الأرض ومحقّق التوحيد هو الذي يحيا الحياة الحقيقية يقول الله جلّ و علا: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ } [الأنعام122] أي أحييناه بالإيمان والتوحيد ويقول جلّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } [الأنفال24]. وبالتوحيد ـ عباد الله ـ أمن الأوطان وراحة الأبدان و سعادة الناس: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } [الأنعام82]، ويقول جلّ و علا : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً } [النور55]. وبالتوحيد ـ عباد الله ـ سعادة الإنسان و طمأنينته وراحته يقول الله جلّ وعلا : {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النحل97]، ويقول جلّ وعلا: { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه124]، و يقول جلّ و علا: {طه، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } أي إنما أنزلناه عليك لتسعد به و يسعد به من اتّبعك. عباد الله و بالتوحيد تنـزاح عن القلب الأوهام و تنطرد الوساوس و الأفكار الرديئة ويحصل للقلب طمأنينته وراحته وهدوؤه وسكونه يقول الله جل وعلا : {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلَهِ النَّاسِ} وهذا توحيد الله {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ} وبالتوحيد عباد الله تنطرد الشياطين و لا تطيق البقاء في مكان يصدع فيه بالتوحيد و إذا سمع الشيطان الأذان ولى و له ضراط و القرآن كلّه توحيد وتمجيد و تعظيم لله جل وعلا و آية الكرسي هي آية التوحيد و بيان براهينه وحججه و دلائله و بيناته، وإذا قرأ المؤمن آية الكرسي إذا آوى إلى فراشه لم يزل عليه من الله حافظ و لا يقربه شيطان حتى يصبح . وبالتوحيد ـ عباد الله ـ يسلم العبد بإذن الله من كيد الأشرار من السحرة والكهنة و العرافين {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا } [الحج38]، { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [الروم47]. عباد الله، وبالتوحيد ينال العبد الخيرات كلِّها وسعادة الدنيا والآخرة فإن الله جلّ و علا قضى في حكمه العظيم أنّ السعادة و النعيم إنما يكون لأهل الإيمان والتوحيد في دنياهم و في قبورهم و في أخراهم {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } [الانفطار13]. نسأل الله جلّ و علا أن يحينا موحِّدين لله مخلصين الدّين له مؤمنين به جل في علاه معظمين لجنابه وأن يعيذنا أجمعين من الشّرك كله دقيقه و جليله و قليله و كثيره أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم. الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل و الجود و الامتنان، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله و صحبه أجمعين أما بعد؛ عباد الله، فإنَّ توحيد الله جلّ و علا هو أولى أمر و أعظم أمر ينبغي أن يذكّر به الناس قال الهد تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات55 ]، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات56] . والعبد بينه و بين نفسه يحتاج إلى تقوية إيمانه و تجديد إسلامه و تقوية صلته بربِّه جلّ و علا قال صلى الله عليه وسلم : ((إن الإيمان ليَخْلَقُ فى جوف أحدكم كما يَخْلَقُ الثوب )) نسأل الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم و في خضم الفتن الصارفة و الأهواء الجارفة و الفتن العاصفة يحتاج الناس إلى التأكيد على التوحيد و يحتاج الصغار إلى أن ينشأوا عليه تنشئة عظيمة جليلة: { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان13]. عباد الله، واعلموا رعاكم الله أن هذه الحياة دار ممر و ليست بدار قرار و أن الجزاء على الأعمال يوم لقاء الله {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } سليم من الشرك، وسليم مما يسخط الله جلّ و علا. و الكيِّس من عباد الله من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و العاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني و اعلموا أن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة و صلوا و سلموا- رعاكم- الله على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [الأحزاب56]، و قال صلى الله عليه و سلم: ((مَنْ صَلَّى عَلَىَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بها عَشْرًا )). اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. المصدر: mhiptv.org/forums l;hkm hgj,pd] td pdhm hglsgl
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة جولد 2020 ; 12-07-2011 الساعة 04:50 PM |
12-07-2011, 04:50 PM | #2 |
أعضاء فى القلب
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 9,317
|
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
|
12-07-2011, 04:54 PM | #3 |
من علماء الازهر الشريف
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 2,638
|
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
__________________
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مكانة المرأة في الإسلام | جولد 2020 | قسم القرآن الكريم و الحديث الشريف | 0 | 07-06-2011 03:03 AM |
أثر الاستغفار في حياة المسلم... | الشيخ العيوطى | المنتدى الاسلامي |
1 | 20-05-2011 09:57 PM |
الوقت و أهميته في حياة المسلم | soliman2 | المنتدى الاسلامي |
0 | 04-10-2010 07:41 PM |
مكانة شـهـر شـعـبـان | soliman2 | قسم القرآن الكريم و الحديث الشريف | 0 | 16-07-2010 02:29 AM |
ما هي مكانة المرأة في الإسلام؟ | soliman2 | قسم الاسرة والتربية والتعليم | 1 | 11-03-2010 07:24 PM |