ماهية الدواء

[soliman2]

ماهية الدواء

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

نَراهُ كثيراً ، وَ نشتريه كثيراً ، وَ نسمع عن فوائده وَ أضراره كثيراً ، وَ ...... !

... لكِن هل عرفناه ؟ ما هو؟ وَ مِنْ أين يُستخرج ؟ وَ كيف يَعمل ؟ وَ ماذا عن رِحلته

داخل أجسامنا ؟ أسئلة مُهِمّة لِمعرفتنا سَنُسلط عليها الضوء بِبساطة شديدة

في هذه السطور :



* ما هو الدواء ؟

- هو عِبارة عن مادة كيميائية تُؤثر على العملية الحيوية لِلجسم ،

وَ يُستخدم لِغرض الشفاء مِنْ مَرض حَاصل أو الوِقاية مِنْ مرضٍ

مُمكن حدوثه ، وَ أحياناً لمنع حدوث عمليات طبيعية كالحمل مثلاً ..



* مَصَادِرْ إستخراج الدواء ..

- يُستخرج الدواء مِنْ عِدة مَصادِرْ ، أهمها :

1- المَصادِرْ النَباتية : و هذا هو أول وَ أكثر ما عَرفته البشرية كمصدر

يُستخرج منه الدواء .. وَ هُناك أدوية تُستخرج مِنْ جذور النباتات

، وَ أخرى مِنْ زوراقها ، وَ ثالثة من بذورها ..

2 - المَصادر الحيوانية : فَمَثلاً هرمون الأنسولين الذي يستخدمه المُصابون

بالسكري يُستخرج مِن " بنكرياس " بعض الحيوانات المُعثكلة ، بينما

يُستخرج الهيبارين (دَواء مُمَيِّع للدم) مِن كبد وَ رئة هذه الحيوانات ..


3- المَصادر المَعدنية : هُناك مَعادن تتواجد في الطبيعة وَ تُستخدم كَدواء

، مثل اليود وَ أملاح الماغنيسيوم ، وَ هُناك أخرى تحتاج إلى تعديل وَ تحوير

لاستخدامها كَدواء ..


4- الميكروبات : وَ هي مِنْ أهم مصادر إستخراج الدواء ، و اكتشاف هذا

المَصدر كان ذات يوم ثورة في الطب قَلَبتْ الموازين لِصالح الإنسان ، فمن

بعض أنواع الفطريات وَ البكتيريا استطاع العلماء استخراج المضادات

الحيوية الطبيعية كالبنسلينات التي تُستخدم لِعلاج العدوى البكتيرية ... !


5- التَصنيع : هُناك الكثير مِنْ الأدْوية تُنتَج في المَعامل بواسطة التصنيع

الكيميائي كالأسبرين ، وَ بعض المضادات الحيوية ... الخ




6- التكنولوجيا الحيوية : هُناك أدوية تُصنع من خلال هندسة الجينات

الوراثية ، مثل هرمون الأنسولين الإنساني وَ هرمون النمو اللذين

استطاع العلماء إنتاجهما بواسطة هذه التقنية ..

* تَأثير الدَواء :

يَخْتلف تأثير الدواء في الجسم باختلاف نوعيته ، وَ أثر أي نوع

من الأدوية يندرج تحت هذه التأثيرات الثلاثة :

1- تأثير موضعي أو سَطحي ، حيث يوضع الدواء ، مثل المرهم

وَ "الكريمات" وَ قطر العين مَثلاً ، معظم هذه الأدوية تعمل في

مكانها التي وضعت فيه و لا تبارحه إلا قليلاً ..

2- تأثير عام : حيث يتأثر عامة الجسم بالدواء بعد دخوله إليه

و من ثم إمتصاصه وَ توزيعه عبر الدم إلى جميع أجزاء الجسم ..

3- تأثير بعيد ، أو تأثير انعكاسي : هناك القليل جداً من الأدوية التي

تقوم بإثارة رد فعل منعكس من الجسم في مكان ما أو عضو ما فيه ..


فمثلاً ، حق دواء ( الكامفور) تحت الجلد كان يُستخدم لإثارة الأعصاب

الحسية للمنطقة التي حقن الدواء فيها ، و هذه الإثارة تؤدي بشكل ما

إلى إثارة الدماغ لِتحفيز التنفس ..


* طُرُق دخول دخول الدواء إلى الجسم :

يَعتمد اختيار طريقة استعمال الدواء تَبَعاً لنوعية الدواء وَ ماهية الحاجة

إليه . فلاستخدام الدواء لغرض تأثير موضعي تُستخدم المراهم وَ القطر

الموضعية أو الحقن الموضعية لغرض التخدير الموضعي مثلاً ، و كذلك

يتم استنشاق بعض الأدوية لغرض توسيع الشعب الهوائية مثلاً للمصابين

بالربو ، و هكذا ..


أما لكي نستخدم الدواء بغرض الحصول على تأثير عام على الجسم فإن

ذلك يتم باختيار نوعيات من الأدوية يستطيع الجسم امتصاصها عبر المنافذ

الخمسة التالية : الفم وَ الأمعاء ، الحقن ، الإستنشاق ، الجلد ، و عبر العين ..

معظمنا يعرف الكثير عن الأدوية التي تستخدم عن طريق الفم أو البلع ، و كذلك

الحقن ، أما عن الاستنشاق فللعلم أن بعض الأدوية ( كأدوية التخدير ) تُمتص

عن طريق الاستنشاق ليعُم مفعولها كامل الجسم ، و هناك أدوية تُصنع

على لَصقات تلصق في مكان ما من الجسم ليمتصها الجلد بكميات

قليلة منتظمة لها بالغ الأثر على الجسم ككل مثل لصقات

الهرمونات الجنسية .



* رِحْـــلَــة الـــدَواء فـي الــجِــسْــمْ


- بعد تناوله مُباشرة ، يمر الـدواء بعدة مراحل حتى يصل إلى هدفه المنشود ...


وَ المرحلة الأولى التي تلي تناول الدواء مباشرة هي :


1- الإمتصاص / فسواء أخذ الدواء عن طريق الفم أو الحقن أو الاستنشاق

أو غير ذلك فإنه يمر إلى تيار الدم فيما يسمى بعملية ( الإمتصاص )

و يمكن التحكم في سرعة عملية الامتصاص بعدة أشياء يُطلق عليها

(المكونات الغير فعالة للعقار) هذه المواد يمكنها أن تسرع في عملية

نقل الدواء إلى الدم بسرعة أو إبطاؤها إذا كان الهدف العلاجي

هو التأثير بعد ساعات من تناول الدواء ، أو جعلها تمتص بنسبة

ثابته بمرور الزمن لتؤدي تأثيرها بانتظام مثل الحقن المانعة للحمل

التي تُغرس تحت الجلد فيستمر أثرها عدة أشهر ..



2- التوزيع / بعد وصول الدواء إلى الدم يقوم الأخير بعملية توزيعه إلى

أنحاء الجسم ، و تختلف الأماكن التي يتوزع فيها أي دواء باختلاف حجم

جزيئاته و خصائصه الكيميائية ، فهناك أدوية تَبقى مَحصورة في

" بلازما " الدم لكبر حجم جزيئاتها الأمر الذي يمنع دخولها إلى الأماكن

الأضيق في الجسم ، و هناك أدوية تتوزع حتى بين جدران خلايا الجسم

، و بعض الأدوية تستطيع اختراق جدران الخلايا ذاتها و ذلك بسبب صغر

حجم جزيئاتها و لطبيعة تركيبها الكيميائي ، و هناك أدوية تجعلها طبيعتها

الكيميائية مُتركزة في عضو واحد فقط من الجسم ، كاليود الذي يستخدم

في علاج بعض أمراض الغدة الدرقية و يتجمع فيها ، و أدوية الملاريا

تتجمع في الكبد فقط .... الخ

بعد هذه المرحلة يكون الدواء قد وصل إلى أوج تأثيره على الجسم ، ليبدأ

بعد ذلك تناقص التأثير العلاجي له بواسطة العملية الثالثة التي يمر بها

الدواء في رحلته في الجسم ، و هي :


3- التغير الكيميائي / يَقصد بعملية التغير الكيميائي أن الدواء يمر

بعملية كيميائية داخل الكائن الحي يتم تحويله فيها إلى مُرّكب يسهل طرده

من الجسم كفضلات ، و أعظم جهاز في الجسم يقوم بهذه العملية لمعظم

الأدوية التي نعرفها هو الكبد ، حيث تحتوي الخلايا الكبدية على

" أنزيمات " تقوم بهذا الدور أيضاً لبعض الأدوية الأخرى ، كما أن من

المعلوم أيضاً أن بعض الأدوية لا تمر بهذه المرحلة أصلاً بل تنتقل

كما هي أو جزء منها رأساً إلى المرحلة الرابعة دون أن تتغير كيميائياً ..




4- الإخراج / بعد عملية التغير الكيميائي يمر الدواء بآخر مرحلة له في

رحلته داخل الجسم ، و هي عملية الإخراج ، و تعني طرد الدواء أو أجزاء

منه أو بقاياه إلى خارج الجسم ، و تتم هذه العملية بواسطة عدة

أعضاء أهمها :

الكلية عبر البول ، وَ الرِئة عبر الزفير ، وَ غدد الجلد عَبر العرق ، و القناة

الهضمية عبر البراز ..

وَ هكذا تنتهي رحلة الدواء في الجسم البشري ، فـ تبارك الله أحسن الخالقين ...


وَ أسأل الله العظيم أن يشفي مرضانا وَ مرضى المُسلمين يارب العالمين ..

المصدر: mhiptv.org/forums

---

lhidm hg],hx