mhiptv.org |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-03-2009, 10:08 AM | #1 |
المديــــر العـــــــــام تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 1,986
|
قد يكون أثر المعصية أفضل من أثر الطاعة
قد يكون أثر المعصية أفضل من أثر الطاعة س: ما معنى قول ابن عطاء الله في (الحِكَم): «معصية أورثت ذلا وافتقارًا خير من طاعة أورثت عزًّا واستكبارًا؟» وهل هي موافقة لأصول الشرع والدين، أما أن فيها امتداح للمعصية والعياذ بالله؟ الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه. وبعد..، فحِكَمُ ابن عطاء الله السكندري -رضي الله عنه- من أنفع ما كُتِبَ في حقائق التوحيد، ووصف طريق سلوك العبد إلى ربه، يقول أحد شراحها سيدي الشيخ أحمد عزب الشرنوبي: لما كانت حِكَم السيد السري، العارف بالله تعالى سيدي أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري. من أنفع ما يتوصل به المريد إلى معرفة طريق العارفين الموصلة إلى ذي العرش المجيد؛ لاشتمالـها على دقائق التوحيد المنيفة، مع اختصار عبارتـها الرائقة اللطيفة» . أما بشأن الطاعة والمعصية، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بطاعته، وجعل الطاعة سببًا في الفوز برضاه وجنته، وسبب في مرافقة الأنبياء عليهم السلام والصديقين والشهداء، قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ}[النساء:13]. وقال سبحانه: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا}[النساء:69]. وقال سبحانه وتعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ}[النور:52]. وقال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب:71]. ونـهى ربنا عن المعصية، وجعلها سببًا في الوقوع في غضبه وسخطه، وفي التعرض للعذاب في الآخرة، وجعلها علامة على الضلال المبين، قال تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}[النساء:14]. وقال سبحانه: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا}[الأحزاب:36]. وجعل ربنا سبحانه وتعالى القلب هو الأساس وعليه التعويل في القرب إليه سبحانه وتعالى، فقال تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج:46]. وقال سبحانه: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ}[الحج:32]. وقال سبحانه وتعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور}[آل عمران:154]. وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» . وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» . فمعاصي القلب أكثر خطورة من معاصي الجوارح، كما أن معاصي الجوارح مُظْهِرة لأمراض في القلب يجب علاجها، لذا فبسلامة القلب تسلم الجوارح. وقد تحدث الطاعة الظاهرة من الجوارح معاصي شديدة الخطورة في القلب إذا لم يتنبه الإنسان، في حين أن المعصية قد يعقبها طاعات نافعة إذا فطن الإنسان وأناب إلى ربه. وقول ابن عطاء الله السكندري: «معصية أورثت ذلا وافتقارًا خير من طاعة أورثت عزًّا واستكبارًا» حكمة عظيمة، وفائدة جليلة، لا تفهم على الوجه الصحيح الأكمل إلا بضمها للحكمة السابقة لها. حيث قال سيدي ابن عطاء الله السكندري في الحكمة السابقة: «ربـما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول، وربـما قضى عليك بالذنب فكان سببًا في الوصول». يقول الشيخ ابن عباد النفزي الرندي في شرح هذه الحكمة: «وذلك أن الطاعة قد تقارنـها آفات قادحة في الإخلاص فيها كالإعجاب بـها، والاعتماد عليها، واحتقار من لم يفعلها، وذلك مانع من قبولها. والذنب قد يقارنه الالتجاء إلى الله والاعتذار إليه واحتقار نفسه، وتعظيم من لم يفعله فيكون ذلك سببًا في مغفرة الله له، ووصوله إليه فينبغي أن لا ينظر العبد إلى صور الأشياء بل إلى حقائقها» . ثم أكد سيدي ابن عطاء الله -رحمه الله- هذا المعنى بـهذه الحكمة التي هي محل السؤال: «معصية أورثت ذلا وافتقارًا خير من طاعة أورثت عزًّا واستكبارًا» يقول الشارح الرندي رحمه الله: «ولا شك أن الذلَّ والافتقار من أوصاف العبودية، فالتحقق بـهما مقتض للوصول إلى حضرة الرب. والعز والاستكبار من أوصاف الربوبية، فالتحقق بـهما مُقتضٍ للخذلان وعدم القبول. قال أبو مدين -قدس سره-: انكسار العاصي خير من صولة المطيع» . وعليه فإن حكمة الإمام ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه موافقة لأصول الدين، ومقاصد الشرع الشريف، ودقائق السلوك القويم، فهي حكمة لا يتعارض معناها مع هذا كله، بل تعضده وتؤكده، وليس بـها ثناء على المعصية وذم للطاعة من قريب أو بعيد، وإنـما هي تنبه على مراقبة القلب، وتجنب الإعجاب بعد الطاعة، كما تنبه على الإخبات والتوبة بعد الوقوع في الذنب، نسأل الله السلامة من ذلك كله، والله تعالى أعلى وأعلم. المصادر والمراجع: --------------------- 1- صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج النيسابوري.( القاهرة:دار إحياء التراث العربي). 2- حكم ابن عطاء الله السكندري: شرح وتحقيق: الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري. (ط مكتبة القاهرة، الطبعة الثالثة 1999). 3- صحيح البخاري: محمد بن إسماعيل البخاري.( دمشق: دار ابن كثير). 4- شرح حكم ابن عطاء: محمد بن إبراهيم بن عباد النفزي الرندي.(ط مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الأخيرة سنة 1939م). الهوامش: ---------------- (1 ) حكم ابن عطاء الله السكندري: شرح وتحقيق: الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري، ص 3، ط مكتبة القاهرة، الطبعة الثالثة 1999. ( 2) أخرجه مسلم في صحيحه 4/1986. ( 3) أخرجه البخاري في صحيحه 1/28، ومسلم في صحيحه 2/1219. ( 4) شرح الشيخ محمد بن إبراهيم المعروف بابن عباد النفزي الرندي على كتاب الحكم 1/74، ط مصطفى البابي الحلبي الطبعة الأخيرة، سنة 1939م. ( 5) المصدر السابق 1/74. المصدر: قسم الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية. المصدر: mhiptv.org/forums r] d;,k Hev hgluwdm Htqg lk hg'hum |
22-04-2013, 05:40 PM | #2 |
:: عضو نشيط ::
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 414
|
مشكور بارك الله فيك وجنبنا وجنبكم المعاصي ماظهر منها وما بطن
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذه أكثر من 40 طريقة تعينك على ترك المعصية | soliman2 | المنتدى الاسلامي |
1 | 22-04-2013 06:02 PM |
قد يعمل العبد ذنبا فيدخل الجنة ..ويعمل الطاعة فيدخل بها النار | soliman2 | المنتدى الاسلامي |
1 | 21-04-2013 11:37 PM |
كيف يكون مولودك طفلا اجتماعيا؟ | soliman2 | قسم الاسرة والتربية والتعليم | 1 | 07-11-2010 12:58 AM |
وسائل تعينك على ترك المعصية | soliman2 | الصوتيات والمرئيات الاسلامية | 0 | 05-11-2010 12:33 AM |
اذا دعتك نفسك الى المعصية {اليك خمسة شروط | ابوريتاج | المنتدى الاسلامي |
0 | 13-01-2010 12:20 PM |