mhiptv.org |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-03-2010, 08:34 PM | #1 |
مشرفة أقسام الأسرة
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 576
|
الحكمة من المحن والابتلاءات
الدنيا من أولها إلى آخرها لا تخلو من الابتلاء والمحن والتعب والمشقة ، قال تعالى أَحَسبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لايُفْتَنُونَ ) العنكبوت : 2 والهدف من هذا الابتلاء والاختبار معرفة الذين جاهدوا من الذين تخاذلوا ومعرفة الذين صبروا من الذين يئسوا ، قال تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَـاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلمَ الصَّابِرِينَ ) سورة آل عمران ( 142 ).
فقد تعرض الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم لكثير من المحن والابتلاءات، وخوفوا من الأعداء وزلزلوا زلزالاً شديداً، وامتحنوا امتحاناً عظيماً، كما جاء في الحديث عن خباب بن الأرث قال: قلنا يا رسول الله ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا فقال: "إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه، لايصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشــــــاط الحديد مابين لحمه وعظمه، لايصرفه ذلك عن دينــــــه"، ثم قال: "والله ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكبُ من صنعاء إلى حضر موت، لايخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قـــــوم تستعجلون" (رواه البخاري). والإنسان في هذه الدنيا لابد أن يتعرض للشقاء والتعب ـ طالما جاء إليها ـ كما بين سبحانه في سورة طه : ( فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى) طه ـ 117 قال العلماء في معني الآية: عليك أن تتعب لتحصّل عيشك من كدّ يمينك وعرق جبينك. فالله سبحانه وتعالى يبتلي عباده المؤمنين، بحسب ما عندهم من الإيمان، كما جاء في الحديث الصحيح، وقد بين النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم لم درجات الناس في البلاء فقال: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلي الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتـــلي على قدر دينه، فما يبرح البــــــلاء بالعبد حتى يتركه يمشي عن الأرض وما عليه خطيئة (حديث شـــريف). وهذا ملاحظ ومشاهد بين الناس على اختلاف ألوانهم ودرجاتهم وثقافاتهم، فإن المؤمنين يُمتحنون في هذا الزمان، وفي كل زمان بأنواع مختلفة من الابتلاءات والمحن على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول، وتلك سنة إلهية ماضية، قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) الملك: 1 ـ 2 . وقد يكون الابتلاء بالرخاء، وقد يكون بالشدة كما بين سبحانه في أكثر من آية، قال تعالى: ( وَنَبْلُو كُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء 35، وعلى الرغم أن المال والولد نعمة من الله تعالى إلا أن الابتلاء قد يقع بهما، قال تعالى: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ الله عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) الأنفال 28، والذي يعنينا هنا هو وقوع الابتلاء بالشدائد والمحن وموقف المؤمن منها. والابتلاء يعني الاختبار والامتحان، فينظر سبحانه أي الناس إليه أحب وأطوع، وإلى طلب رضاه أحرص وأسرع، فقد شرّع سبحانه وتعالى شرائع مختلفة، ليختبر عباده فيما شرع لهم، ويثيبهم أو يعاقبهم على طاعته ومعصيته بما فعلوه أو عزموا على فعله، لذا نجده سبحانه لم يجعل الناس على درجة واحدة من العقل والفكر، بل الأمر كما قال: ( وَرَفَـعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ) فقد فاوت سبحانه بين الناس في الأرزاق والأخلاق، والمحاسن والمساوي، والمناظر والأشكال والألوان، وله الحكمة في ذلك، كما قال عز وجل: ( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهَمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا) الزخرف: 32، وقال تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا) الإسراء: 21، وقال تعالى: (َهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتاكُمْ ) سورة الأنعام 165 . فالحكمة من الابتلاء كما بين سبحانه في قوله عز من قائل: (لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَاآتاكُمْ) أي ليختبر كم في الذي أنعم به عليكم وامتحنكم به، في العقل والجسم والرزق والشدة والرخاء والحلال والحرام، ليبتليهم أيشكرون أم يكفرون؟ ليختبر الغني في غناه، ويسأله هل شكر أم كفر، ويختبر الفقير عن فقره ويسأله هل صبر أم جزع، ويختبر القوي في قواه أطاع أم تجبر، ويختبر الضعيف في ضعفه هل صبر أم تمرد، والصحيح في صحته أشكر أم جحد، ويختبر الفلاح في أرضه والمزارع في غرسه، ويبتلي المؤمن في شيء من ماله أو نفسه أو ولده أو أهله، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصِ مِّنَ الأَمَوَالِ وَلأنفُسِ وَالَّثَمَرَاتِ اتِ وَبَشَّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذّا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَـيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئَكَ هُمُ الْمُهْتـَدُونَ ) البقرة 155 ـ 157 . فقد علموا وتيقنوا أنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء، وعلموا أنه لايضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة، فكان الأمر كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : نعم العِدْلان ونعمت العِلاوة: (أُولَئِكَ عَلَـيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ) هذان العدلان (وَأُولَئَكَ هُمُ الْمُهْتَدُون) فهذه العلاوة، وهي ما توضع بين العدلين، وهي زيادة في الحمل فكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضاً. فقد ربَّى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه على هذه القيم وهذه المبادئ، فكان يعلمهم هذه المعاني كما في قوله: (إن لله ماأخذ، وله ماأعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب) حـديث شريف. وقد يختبر عباده بالخوف والزلزال، ليميز الخبيث من الطيب، فيظهر أمر هذا بالفعل وأمر هذا بالفعل، مع أنه تعالى يعلم الشيء قبل كونه، ولكن لايعذب الخلق بعلمه فيهم، حتى يعملوا بما يعلمه منهم، كما قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) سورة محمد (31). وقد يختبر الإنسان بالمرض، ويشدد عليه ذلك، إما ليكفِّر عنه من ذنوبه وسيئاته، أو ليرفع من منزلته ودرجاته، ففي كل الأحوال نجد أن مراد الله تعالى بالعبد خيرٌ، فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم مِنْ نصب ولا وصب، ولا همّ ولا حزن، ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها مِنْ خطاياه. مُتّفقٌ عَليْهِ. وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدنيا حُلْوَة خَضِرَة وإن الله مُسْتَخْلِفكم فيها لينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء". فخص النساء لأن الفتنة بهنّ أشد، كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرَّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" (أخرجه النسائي). وقد يقع الابتلاء في شيء أصعب من ذلك، يقع في أعز ما يحب الإنسان كما حدث لإبراهيم خليل الله عندما ابتلاه بذبح وحيده إسماعيل فقال سبحانه عن ذلك: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلَى إبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) الصافات 106-111، فهذا من البلاء الشديد الذي نزل به في أن يذبح ابنه وهو اختبار واضح جلي، حيث أمر بذبح ولده فسارع إلى ذلك، مستسلماً لأمر الله تعالى منقاداً لطاعته. فالله لا يريد من عباده إلا الإسلام والاستسلام، بحيث لا يبقى في النفس ما تكنه عن الله أو تعزه عن أمره أو تحتفظ به دونه، ولو كان هذا الابن فلذة الكبد، ولو كانت هي النفس والحياة، وأنت يا إبراهيم قد فعلت، جدت بكل شيء، وبأعز شيء، وجدت به في رضا وفي هدوء وفي طمأنينة وفي يقين، فلم يبق إلا اللحم والدم، وهذا ينوب عنه ذبح، أي ذبح من دم ولحم، ويفدي الله هذه النفس التي أسلمت وأدت، يفديها بذبح عظيم . المصدر: mhiptv.org/forums hgp;lm lk hglpk ,hghfjghxhj
__________________
اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ](( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )) دعاء يستغيث منه الشيطان ## اللهم إنك سلطت علينا عدواعليم بعيوبنا , يرانا هو وقبيله من حيث لانراهم اللهم آيسه منا كما آيسته من جنتك واقنطه منا كما آقنطته من رحمتك وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك وجنتك |
16-04-2013, 08:51 PM | #2 |
:: عضو نشيط ::
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 414
|
بارك الله فيكي وجزاكي الله الخير الكثير عن هذا الموضوع الجميل
|
25-12-2014, 05:36 PM | #3 |
:: عضو مشارك ::
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 15
|
بارك الله فيكى وشكرا على مجهودك
__________________
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
10 همسات لاصحاب المحن والبلاء | kareemnoor | المنتدى الاسلامي |
1 | 16-04-2013 09:00 PM |
قطرات من نهر الحكمة الصينية | soliman2 | للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامة | 3 | 16-04-2013 08:45 PM |
ما الحكمة من الزواج؟ | soliman2 | المنتدى الاسلامي |
3 | 12-04-2013 08:25 PM |
أجمل المدن الأوروبية ...موناكو (فرنسا) | soliman2 | قســـــــــم السـياحة والسفر | 0 | 04-08-2010 07:52 PM |
الحكمة في عدم زوج المرأة من عدة رجال | soliman2 | رسولنا الكريم وسنته (صلوا علي سيدنا محمد علية الصلاة والسلام ) | 0 | 16-01-2010 08:30 PM |