mhiptv.org |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-09-2024, 06:09 AM | #1 |
مشــــــرف المنتدى الاسلامي تاريخ التسجيل: Sep 2023
المشاركات: 116
|
يا أيها الناس توبوا إلى الله
حديث الأغر بن يسار المزني ، قال: قال رسول الله ﷺ: يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة ، رواه مسلم. فـ أكثر من سبعين مرة: يبينها هذا الحديث أنه كان يتوب مائة مرة، فهذا مَن غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فالذي لم يكن له هذا الضمان عند الله -تبارك وتعالى، وذنوبه كثيرة، ذنوب القلب، وذنوب اللسان، وذنوب الجوارح، ومع ذلك لو نظر الواحد منا في حاله، وفي توبته، وفي استغفاره أيضاً -ولو من غير مواطأة القلب- لوجد ذلك يسيراً قليلاً، وهذا لا شك أنه من أعظم صور الغفلة، وهو من أعظم أسبابها في الوقت نفسه، فالإنسان إذا تاب إلى الله -تبارك وتعالى- واستغفر انجلى قلبه، وذهبت عنه سحب الغفلة، إذا كان ذلك مع مواطأة القلب. فالعبد بحاجة إلى الاستغفار والتوبة، وإلا فإن الذنوب تسبب له مزيداً من الغفلة، والغفلة تعمي بصيرة العبد، ومن ثَمّ فإنه يبقى على هذه المخالفات والمعاصي والذنوب ولا يرعوي، ولا يشعر بألم المعصية والتقصير، تفوته الصلاة ولا يتألم، ينام عنها مع التفريط ولا يتألم، ينظر إلى الحرام ولا يتألم، يأخذ الحرام ويأكل الحرام ولا يتألم، وهذا يعني أن قلبه قد رانت عليه هذه الذنوب، وأن الغفلة قد غلبت على هذا القلب وعلى صاحبه فلا يتأثر، كالجسد المريض إذا كان مرضه شديداً فإنه قد لا يتأثر بما يقع عليه، كأن يكون الإنسان مصاباً بالسكر، فتنخلع نعله -أعزكم الله- وهو لا يشعر بها، وقد يصيبه شيء يؤذيه وهو لا يشعر؛ لأنه لا يحس، ولأن هذا العضو الذي أصابه الأذى مريض، فإذا اكتملت صحته وعافيته فإن إحساسه يعظم، وهكذا هذا القلب، فإذا كان حياً نابضاً بالإيمان كان مشرقاً بطاعة الله ، وبأنوار الهداية، يتأثر بأدنى تقصير، فالإنسان بحاجة إلى أن يراجع نفسه، وأن يصقل قلبه دائماً بالاستغفار والتوبة، إذا كان النبي ﷺ يفعل هذا في اليوم مائة مرة، فنحن كم نحتاج أن نفعل ذلك في اليوم والليلة؟! إن الله -تبارك وتعالى- كريم، ويُقبل على عبده المنيب والتائب، كما في: حديث أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله ﷺ قال: قال رسول الله ﷺ: لَلَّهُ أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح . سقط عليه يعني: وجده، وقد أضله في أرض فلاة أي: أرض مهلكة، لا يجد فيها مخرجاً، ولا يستطيع فيها خلاصاً؛ لطولها وسعتها، وفي رواية لمسلم: للهُ أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح[2]، فهذا فقد الراحلة التي توصله، وعليها الطعام والشراب، ولو فقد الطعام والشراب وحده لكانت مصيبة، فلم يبقَ له من الأمل شيء، ووصل إلى مرحلة اليأس، فذهب واستسلم للموت؛ لأنه لم يترك حيلة في البحث عنها إلا وقد سلكها، حتى انسدت الطرق في وجهه، وضاقت به الحيل، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، ينتظر الموافاة. أيها الأحبة، قد يفقد الإنسان شيئاً، قد يفقد حقيبته، وفيها بطاقات، أو أرقام مهمة، أو معلومات، أو عناوين، أو فيها التذكرة، أو الجواز، أو الأوراق التي يحتاج إليها، أو يكون في سفر، أو في مطار من المطارات، ثم يلتفت فلا يجد حقيبته، ماذا يفعل؟ يبحث عنها، يذهب إلى شرطة المطار، وإلى محل المفقودات، فلا يجدها، يخرج ليبحث عنها خارج المكان الذي فقدها فيه لعله يجد أوراقه منثورة، وحقيبته مكسورة، فإذا يئس منها، وصار في حالة يرثى لها جلس في مكان ما فوجد هذه الحقيبة بكاملها بجواره، لم يتغير منها شيء، كيف تكون فرحته؟ هذا وهو في مطار في عاصمة من أكبر العواصم، ويستطيع أن يجد حلاً لهذه المشكلة، لكن هذا في فلاة، لا توجد سفارة، ولا توجد حوالات، ولا توجد اتصالات، ولا يوجد شيء، ينتظر الموت، هو لا يجد حتى من يصلي عليه، ولا من يدفنه، ثم ينام وإذا بهذه الراحلة عند رأسه تشمشمه، كيف يكون حال هذا الإنسان؟ لا شك أنه سيفرح فرحاً عظيماً، ولا أدل على هذا من هذه الصورة، ماذا قال؟ قال:فأخذ بخطامها يعني استوثق منها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك والإنسان في مثل هذه المواقف قد لا يصدق، يشعر أنه في خيال، وأنه في حلم، ويظن أن هذه الراحلة ليست حقيقية، هل هذا فعلاً تحقق؟ ففرحة الله بتوبة العبد أشد من هذا، هل هناك صورة أعظم من هذا في الفرح؟ إذا بشر بمولود، أو بنجاح، أو بتخرج، أو بمال كل هذا لا يساوي شيئاً؛ لأنه هنا ذهب عنه المال، وذهبت النفس، وذهب كل شيء، سيموت في مكان لا يدري به أحد، سيكون قبره في بطون السباع، وحواصل الطير؛ وعندما يجد راحلته في هذه الحالة يفرح، فهذه فرحة لا تعادلها فرحة، فالله أشد فرحاً بتوبة العبد وهو أغنى الأغنياء -تبارك وتعالى، غني عنا وعن توبتنا، فهذا يدعو العبد، ويفتح له باب الأمل ليقبل على الله -تبارك وتعالى- بكليته، ويعرف سعة رحمة الله وفضله، وليس ذلك بأن يكثر الإنسان من المعاصي ولا يتوب ويقول: الله غفور رحيم، لا، الله يحب التائبين، يحب من كان بهذه الصفة، يفرح بتوبته، أما ذاك الذي يبارزه بالخطايا والذنوب والمعاصي ولا يرعوي فقد جاءت فيه نصوص الوعيد، والله المستعان. أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يرزقنا وإياكم توبة نصوحاً، وأن يهدي قلوبنا، وأن يسدد ألسنتنا، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، واجعل آخرتنا خيراً من دنيانا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا وإخواننا المسلمين. لفضيلة الشيخ : د / خالد بن عثمان السبت المصدر: mhiptv.org/forums dh Hdih hgkhs j,f,h Ygn hggi |
05-09-2024, 02:07 PM | #2 |
مستشـــار المدير العام تاريخ التسجيل: May 2023
الدولة: **مصـ المنصورة ـر**
المشاركات: 4,838
|
__________________
|
05-09-2024, 06:57 PM | #3 |
المشــــــرف العـــــام تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 16,771
|
الف شكر لك يا غالى
__________________
|
08-09-2024, 12:14 AM | #4 |
مستشـــار المدير العام تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 5,856
|
بارك الله فيك اخي على الموضوع
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شرح حديث: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس | zoro1 | قسم القرآن الكريم و الحديث الشريف | 1 | 07-01-2021 11:00 PM |
أفيقوا أيها الناس، وقوا أنفسكم الهلاك في الدنيا والبلاء والعذاب في الآخرة، | soliman2 | المنتدى الاسلامي |
1 | 16-04-2013 09:10 PM |
يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل | ziko99 | قسم القرآن الكريم و الحديث الشريف | 1 | 22-11-2012 11:56 PM |
يا أيها الناس اتقوا ربكم | جولد 2020 | المنتدى الاسلامي |
2 | 19-09-2011 10:21 PM |
أحدث طرق تكنولوجيا غش طلبه اليابان فى 2010 ... الناس دى أيه بجد ؟؟؟ مخها ملوش حل | soliman2 | قسـم عجائب وغرائب الصـور | 0 | 17-03-2010 12:01 AM |