mhiptv.org/forums  
نعود اليكم من جديد وبالصور شفرة باقة afn الامريكية متجدد باستمرار 2022 [ 1 من 20 ]

[ الكاتب : moha2020 ] [ آخر مشاركة : moha2020 ] [ عدد الزوار : 72828 ] [ عدد الردود : 4563 ]
من أسباب نزع البركة [ 2 من 20 ]

[ الكاتب : zoro1 ] [ آخر مشاركة : اسلا م محمد ] [ عدد الزوار : 32 ] [ عدد الردود : 3 ]
الهدية فضلها وفوائدها [ 3 من 20 ]

[ الكاتب : zoro1 ] [ آخر مشاركة : اسلا م محمد ] [ عدد الزوار : 25 ] [ عدد الردود : 3 ]
موقف الاسلام من الضحك [ 4 من 20 ]

[ الكاتب : zoro1 ] [ آخر مشاركة : اسلا م محمد ] [ عدد الزوار : 27 ] [ عدد الردود : 3 ]
تحديث جديد بتاريخ اليوم magic g15 [ 5 من 20 ]

[ الكاتب : عبد العزيز شلبى ] [ آخر مشاركة : اسلا م محمد ] [ عدد الزوار : 30 ] [ عدد الردود : 2 ]
تحديث جديد بتاريخ اليوم tiger t245 mini [ 6 من 20 ]

[ الكاتب : عبد العزيز شلبى ] [ آخر مشاركة : اسلا م محمد ] [ عدد الزوار : 30 ] [ عدد الردود : 2 ]
بتصريح حاسم.. بايرن ميونخ يواصل معاندة ريال مدريد [ 7 من 20 ]

[ الكاتب : nadjm ] [ آخر مشاركة : اسلا م محمد ] [ عدد الزوار : 29 ] [ عدد الردود : 3 ]
تحديث جديد بتاريخ اليوم TIGER T50 Tiki Taka H265 [ 8 من 20 ]

[ الكاتب : عبد العزيز شلبى ] [ آخر مشاركة : اسلا م محمد ] [ عدد الزوار : 29 ] [ عدد الردود : 2 ]
قناة Oscar TV على القمر Nilesat 201 @ 7°W [ 9 من 20 ]

[ الكاتب : اسلا م محمد ] [ آخر مشاركة : اسلا م محمد ] [ عدد الزوار : 15 ] [ عدد الردود : 0 ]
فلاشة nova n-1000 [ 10 من 20 ]

[ الكاتب : عبد العزيز شلبى ] [ آخر مشاركة : moha2020 ] [ عدد الزوار : 22 ] [ عدد الردود : 1 ]
بادروا بالأعمال الصالحة [ 12 من 20 ]

[ الكاتب : محمود الاسكندرانى ] [ آخر مشاركة : nadjm ] [ عدد الزوار : 46 ] [ عدد الردود : 5 ]
تحديثات جديدة لأجهزة 💥 Tiger 💥 اليوم 2024.07.20 [ 13 من 20 ]

[ الكاتب : merouane125 ] [ آخر مشاركة : nadjm ] [ عدد الزوار : 30 ] [ عدد الردود : 4 ]
تحديث جديد لجهاز 💥 Truman TM-4K 💥 اليوم 2024.07.19 [ 14 من 20 ]

[ الكاتب : merouane125 ] [ آخر مشاركة : nadjm ] [ عدد الزوار : 70 ] [ عدد الردود : 4 ]
تين هاج يكشف رأيه في تولي سلوت قيادة ليفربول [ 15 من 20 ]

[ الكاتب : nadjm ] [ آخر مشاركة : عبد العزيز شلبى ] [ عدد الزوار : 26 ] [ عدد الردود : 1 ]
7 لاعبين يغيبون عن جولة آرسنال في أمريكا [ 16 من 20 ]

[ الكاتب : nadjm ] [ آخر مشاركة : عبد العزيز شلبى ] [ عدد الزوار : 30 ] [ عدد الردود : 1 ]
هونيس يفتح باب رحيل دي ليخت إلى اليونايتد [ 17 من 20 ]

[ الكاتب : nadjm ] [ آخر مشاركة : عبد العزيز شلبى ] [ عدد الزوار : 24 ] [ عدد الردود : 1 ]
مانشستر يونايتد يغير شروط صفقة أمرابط [ 18 من 20 ]

[ الكاتب : nadjm ] [ آخر مشاركة : عبد العزيز شلبى ] [ عدد الزوار : 32 ] [ عدد الردود : 2 ]
تحديث جديد بتاريخ اليوم truman tm an38 [ 19 من 20 ]

[ الكاتب : عبد العزيز شلبى ] [ آخر مشاركة : خضر الدبيات ] [ عدد الزوار : 178 ] [ عدد الردود : 6 ]
تحديثات جديدة لأجهزة 💥 Géant 💥 اليوم 2024.07.19 [ 20 من 20 ]

[ الكاتب : merouane125 ] [ آخر مشاركة : خضر الدبيات ] [ عدد الزوار : 56 ] [ عدد الردود : 3 ]
WhatsApp واتساب
الدعم الفني والاستفسار اتصل واتس اب 00201283527844 mhiptv.org


العودة   mhiptv.org/forums > المنتديات الإسلامية > الصوتيات والمرئيات الاسلامية

الملاحظات

قيام الليل

قيام الليل بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم (ما شيء أجده في قلبي ألذُّ عندي من قيام الليل) ما كان للإمام التابعي الجليل ثابت البناني - رحمه الله تعالى- أن يقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-2012, 03:16 AM   #1
الشيخ العيوطى
من علماء الازهر الشريف
 
الصورة الرمزية الشيخ العيوطى
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 2,638
الشيخ العيوطى is on a distinguished road
Icon47 قيام الليل

قيام الليل

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

(ما شيء أجده في قلبي ألذُّ عندي من قيام الليل)
ما كان للإمام التابعي الجليل ثابت البناني - رحمه الله تعالى- أن يقول هذا إلا بعدما زكت نفسه، وصلح قلبه، وطابت حياته، بعدما تعرض لنفحات الله في أسحار الليالي، وذاق لذة مناجاته في الأوقات الخوالي، فسبحان من تفضل على عباده بهذا النعيم قبل لقائه، وبصرهم بطريق السعادة، ورزقهم لذة هذه العبادة، فهم بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ولولا الليل ما أحبوا البقاء بالدنيا.
قومٌ إذا جـن الظلامُ علــيهم --- باتوا هنالك ســـجّداً وقيـاماً
خمصُ البطونِ من التعفف ضـمَّراً --- لا يـعرفون سوى الحلال طعاماً
فنعمة قيام المسلم بالليل، هي من توفيق الله له، وإعانته على طاعته، والتقرب إليه بعبادته، فهي شعار الصالحين، ومن سمات عباد الله المتقين، ومن الأسباب العظيمة الموجبة لدخول الجنة بعد رحمة أرحم الراحمين.

وإن الناظر في النصوص الشرعية عن حقيقة هذه العبادة تتجلى له مقاصدها في عدة إشراقات قرآنية، وفضائل نبوية تظهر أولاً في كتاب الله عزوجل بكون التهجد بالصلاة هو الصلة الدائمة بالله المؤدية للمقام المحمود الذي وعده محمداً - صلى الله عليه وسلم - فما أحوج الآخرين من أمته للأقتداء به لينالوا علو المقام ورفعة الدرجات، ففي سورة الإسراء: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا).

وفي آيات أخرى تبرز عدة أوامر إلهية لرسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - للقيام بهذه العبادة الجليلة ففي سورة المزمل نداء للرسول - صلى الله عليه وسلم - بترك التزمل، وهو التغطي بالليل، والنهوض إلى القيام بالليل والعبادة: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) فكان خير مثال في ذلك بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم -.

وفي آية المزمل الأخرى بينت أن القيام بالليل أجمع للخاطر وأجدر لفقه القرآن: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) كما قاله ابن عباس رضي الله عنهما.

وفي سورة الشرح خطاب له - صلى الله عليه وسلم - بعدم القيام إلا بعد الفراغ من أمور الدنيا وأشغالها؛ لكي يكون نشيطاً فارغ البال مخلصاً الرغبة والنية لله عزوجل: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ).

وفي سورة آل عمران ورد الثناء على طائفة من أهل الكتاب بسبب هذا الفعل: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ).

وفي سورة الذاريات يبرز في سمات عباد الله المتقين التي استحقوا بها جنة الآخرة: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

وفي إشراقة أخرى في سورة الزمر يأتي تفضيل القانت الخاشع على غيره: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا).

ويتضح الأمر ثانياً في الأحاديث النبوية، حيث جاء الحث على ذلك في صورة بهية وجزاء وافر في عدة أحاديث كريمة من رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - تارة في الفضل والشفاعة لصاحب هذا القيام: (فيقول القرآن منعته النوم بالليل). [أخرجه أحمد، وصححه السيوطي وأحمد شاكر والألباني]

ومرة في حث وتربية لشباب الأمة على ذلك: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) . [صحيح البخاري]

وأخرى في حث صريح للأمة بكونه أفضل الصلاة بعد الفريضة الصلاة في جوف الليل. [صحيح مسلم]

وفي حديث آخر بيَّن - صلى الله عليه وسلم - أنه به تكون الغبطة الحقيقية: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار). [صحيح مسلم]

وفي بيان عذب منه - صلى الله عليه وسلم - بيَّن لأمته أنَّ فاعل ذلك محبوب عند الله، فبين أن اللهَ يُحِبُّ ثَلَاثَةً، وذكر منهم: (رَجُلٌ سَافَرَ مَعَ قَوْمٍ، فَارْتَحَلُوا، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَقَعَ عَلَيْهِمُ الْكَرَى، أَوِ النُّعَاسُ، فَنَزَلُوا، فَضَرَبُوا بِرُءُوسِهمْ، ثُمَّ قَامَ، فَتَطَهَّرَ، وَصَلَّى رَغْبَةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَهُ). [أخرجه الطبراني والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي]

وفي حث آخر يبين - صلى الله عليه وسلم - أنه اقتداء وقربة وتكفير ومنهاة عن الإثم، كما في حديث أبي أُمامة مرفوعاً: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ). [أخرجه الترمذي، وحسنه البغوي، والحافظ العراقي، والألباني]

وتتضح هذه الحقيقة ثالثاً في سيرة سلفنا الصالح - رحمهم الله - في إحياء ليلهم بالصلاة وتدبر القرآن والدعاء والاستغفار، فقد وصفهم صاحبهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بقوله: (لقد رأيت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما أرى اليوم شيئاً يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً صفراً.. قد باتوا لله سجداً وقياماً، يتلون كتاب الله، يراوحون بين جباههم وأقدامهم..). [حلية الأولياء: 1/76]

وقال عنهم أيضاً ابنه الحسن - رضي الله عنهم أجمعين -: (إن من كان قبلكم رأو القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار). [التبيان: 1/29]

بل كانوا يحرصون على ذلك حتى بالسفر، قال ابن أبي مليكة سافرت مع ابن عباس

- رضي الله عنهما- من مكة إلى المدينة فكان يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفاً حرفاً، ثم يبكي حتى تسمع له نشيجاً.

ولقد كانوا مع ذلك يحرصون أيضاً على أمر أهلهم بالصلاة والقيام كما كان يفعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حيث كان يصلي من الليل ما شاء الله، حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة ثم يتلو قوله تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا). [أخرجه مالك، وصححه عبد القادر الأرناؤوط ]

وكانوا يتعاهدون مع نسائهم وخوادمهم حتى مع وجود ما يشغلهم من أضياف ونحوه، ونعم البيت القرآني الذي يتربى على هذا، فعن أبي عثمان النهدي قال: (تضيفت أبا هريرة - رضي الله عنه - سبعاً، فكان هو وامراته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثاً، يصلي هذا ثم يوقظ هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا). [سير أعلام النبلاء، وصحح إسناده ابن حجر في الإصابة]

حتى إنه بلغ ببعضهم كسفيان الثوري أنه يفرح إذا جاء الليل لأجل القيام بهذه العبادة الجليلة، وإذا جاء النهار حزن.

وكان قتادة يقول: (ما سهر الليل منافق) إمعاناً لثقل هذا الأمر على المنافقين والمرائين، وحثاً لعباد الله الصادقين.

وبما أن النساء شقائق الرجال فللعابدات المتهجدات ذكر عال في هذا المقام يزينه فعل أمهات المؤمنين اللاتي تربين على ذلك من مدرسة محمد - صلى الله عليه وسلم - فقامت معه خديجة - رضي الله عنها- في أول الأمـر حين جاء الأمر بـ (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ).

وهذه الصديقة عائشة - رضي الله عنها- الصوامة القوامة روي عنها أنها قامت في آية واحدة، وهي قوله تعالى: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ)، ترددها وتتدبرها وتبكي.

وأم المؤمنين حفصة بنت الفاروق - رضي الله عنها- تظفر بتزكية عالية من الروح الأمين لمداومتها على هذه العبادة، فقد روي أن جبريل - عليه السلام - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (راجع حفصة فإنها صوامة قوامة). [أخرجه الحاكم، وصحح إسناده الهيثمي والسيوطي، وحسنه الألباني ]

وهنا وصية مهمة لمن يريد إحياء هذه العبادة بالتزام منهج محمد - صلى الله عليه وسلم - في هديه في هذه العبادة فلا يغالي ولا يجافي، ولقد جاءت أحاديث كثيرة في بيان هذه العبادة، ونقلت لنا كتب السنة الشيء الكثير عن فضلها وأحكامها وهيئتها، وقد حكى لنا الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - حال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذه العبادة بوصف بليغ، حيث يقول - رضي الله عنه -: (صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ. ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّى بِهَا فِى رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا. ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ «سُبْحَانَ رَبِّىَ الْعَظِيمِ». فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ». ثُمَّ قَامَ طَوِيلاً قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّىَ الأَعْلَى». فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ). [صحيح مسلم: (772).]

إنَّ هذا الوصف المؤثر الذي وصفه حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - في بيان صفة قيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالليل؛ يظهر للأمة المنهج العملي السليم في كيفية إحياء الليل، وهو يوضح أيضاً لمريد التدبر المحور العملي الذي ينبغي أن يقتدي به ويراعيه، فالمتأمل في هذا الحديث العظيم تظهر له ثلاثة مقاصد غاية في الكمال والإجلال:


أولها:
طول القراءة في التهجد: حيث قرأ - صلى الله عليه وسلم - في ركعة واحدة البقرة وآل عمران والنساء، وطول القيام من أفضل الصلاة كما جاء ذلك مفسراً من حديث جابر - رضي الله عنه - قال: سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أيُّ الصَّلاَةِ أفْضَلُ؟ قَالَ: «طُولُ القُنُوتِ». [صحيح مسلم]

والمراد ب-ــ «القنوتِ»: القِيام. وفُضِّل لكون ذلك محل قراءة القرآن كما أشار إليه النووي.

وثانيها:
التدبر في القراءة: حيث كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ مترسلاً بتمهل وتدبر معايشاً الآيات التي يقرأها كما جاء في الحديث: (إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ). وهذه الأمور ليست خاصة بقراءة الليل، كما قال النووي: (استحباب هذه الأمور لكل قارئ في الصلاة وغيرها). [شرح النووي على مسلم: 6/62]

ثالثها: الكمال في الأداء: حيث حرص - صلى الله عليه وسلم - على الكمال في أداء هذه العبادة؛ فجمع فيها بين القراءة وبين الذكر وبين الدعاء وبين التفكر، لأن الذي يسأل عند السؤال ويتعوذ عند التعوذ ويسبح عند التسبيح، يتأمل قراءته ويتفكر فيها، فيكون هذا القيام روضة من رياض الذكر، قراءة وتسبيحاً ودعاءً وتفكراً كما يقوله الشيخ ابن عثيمين، في شرحه لرياض الصالحين.

فيا من يريد التدبر والانتفاع والتأثر والخشوع والشفاء؛ الزم هذا الباب العظيم الذي وصى به رب العزة في كتابه، وحث عليه محمد - صلى الله عليه وسلم - وداوم على فعله، وتبعه أصحابه وتابعيهم، ففي ذلك من الكنوز العظيمة، والخيرات الكثيرة مالا يحصيه إلا الله، ويكفي فيه شرفاً أنه وقت نزول الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا.

يا بَاغِىَ الإِحْسَانِ يَطْـلُبُ رَبَّهُ --- لِيَفُوزَ مِنْهُ بِغَــايَهِ الآمَـالِ
انْظُرْ إلى هدْىِ الصَّحَابَةِ وَالـذِي ----كانُـوا عَلَيْهِ فى الزَّمَانِ الَخْالِي
دَرَجُوا عَلَى نَهْجٍ الرَّسُولِ وَهَدْيه --- وَبِـهِ اقْتَدوْا فى سَائرِ الأحوالِ
القَــانِتِينَ المُخْبِتيـنَ لِرَبهِمْ ---- النَّاطِقِـينَ بأَصْـدَقِ الأقـوَالِ
يُحْيُونَ لَيْلــَهُمُ بِطَاعَةِ رَبهِمْ --- بِتِـلاوَةٍ، وَتَضَرُّعٍ، وَسُــؤَالِ
وإن من الأمور المهمة في هذا الموضوع أن يحرص العابد على فعل مقومات هذا الأمر من الإخلاص، والمتابعة، والمجاهدة، كما حرص السلف الكرام عليها؛ فقد سأل رجل تميم بن أوس الداري - رضي الله عنه - فقال له: كيف صلاتك بالليل؟ فغضب غضباً شديداً ثم قال: (والله لركعة أصليها في جوف الليل في السر أحب إلي من أن أصلي الليل كله، ثم أقصه على الناس). وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله، فإذا قرب الفجر رجع فاضطجع في فراشه، فإذا طلع الصبح رفع صوته كأنه قد قام تلك الساعة.

أمَّا مجاهدة النفس على القيام فهي من أعظم الوسائل المعينة على قيام الليل؛ لأن النفس البشرية بطبيعتها أمارة بالسوء تميل إلى كل شر ومنكر، فمن أطاعها فيما تدعو إليه قادته إلى الهلاك والعطب، وقد أمرنا الله تعالى بالمجاهدة فقال: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)، وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، وقال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا).

وقال ثابت البناني: كابدت نفسي على قيام الليل عشرين سنة وتلذذت به عشرين سنة. وقال إبراهيم بن شماس: كنت أرى أحمد بن حنبل يُحيي الليل وهو غلام.

وكان الإمام البخاري يقوم فيتهجد من الليل، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال.

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية في ليله منفرداً عن الناس، خالياً بربه، ضارعاً مواظباً على تلاوة القرآن، مكرراً لأنواع التعبدات.

إنَّ هذه الفضائل والتأكيدات من الشارع الحكيم جعلت علماء الشريعة يبحثون عن سر هذا الوقت الذي حث الشارع على إحيائه بالقرآن، فنجد أن النووي يشرح ذلك بقوله: (إنما رجحت صلاة الليل وقراءته؛ لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات .. وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل فإن الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ليلاً). [التبيان: 64]

ويشاركه ابن حجر العسقلاني بقوله: (لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية). [فتح الباري: (9/45).]

ويوافقهم ابن كثير بقوله: (قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع على التلاوة؛ وأجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات وأوقات المعاش). [تفسير ابن كثير: (4/559).]

وهنا تأتي مسألة - قد يستفيد منها المتدبر - جاء ذكرها في الفتاوى الكبرى، وهي مسألة: أيما أفضل إذا قام من الليل الصلاة أم القراءة؟

وأجاب عنها شيخ الإسلام ابن تيمية بما يلي: بل الصلاة أفضل من القراءة في غير الصلاة نص على ذلك أئمة العلماء، وقد قال: (استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن). لكن من حصل له نشاط وتدبر وفهم للقراءة دون الصلاة فالأفضل في حقه ما كان أنفع له. [الفتاوى الكبرى: 2/41]

ومن خلال ما سبق يتبين أن المداومة على القراءة في التهجد فيها خيرات عظيمة، وهي معينة جداً على التدبر وتأثر القلب وخشوعه، فلا يثبت القرآن في الصدر ولا يسهل حفظه، وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل كما يقوله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي،ويقول السري السقطي: (رأيت الفوائد ترد في ظلام الليل).

إن الاتصال بالمصدر الرباني الذي نزّل القرآن هو زاد المتقين، وشعار المخلصين. الاتصال به ذكراً وعبادةً ودعاءً وتسبيحاً؛ حيث يلتقي العبد بربه في خلوة وفي نجاء، وفي تطلع وفي أنس، تفيض منه الراحة على التعب والمشاق الدنيوية، والهموم الحياتية، وتفيض منه القوة على الضعف والقلة.

حيث تنفض الروح عنها صغائر المشاعر والشواغل، وترى عظمة التكليف، وضخامة الأمانة. فتستصغر ما لاقت وما تلاقي من متاعب الحياة! فالله عزوجل الرحيم، كلف عبده الدعوة، ونزل عليه (القرآن) الزاد الصالح لهذه الرحلة المضنية في هذه الحياة.

نعم هو زاد لأصحاب الدعوة إلى الله في كل أرض وفي كل جيل. إنها حقيقة كبيرة لا بد أن يدركها ويعيش فيها رواد هذا الطريق من الأتقياء والمصلحين والدعاة إلى الله في هذا الزمن؛ خاصة في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة التي تعيشها الشعوب الإسلامية اليوم، فالتعبد لله عزوجل في هذه العبادة الليلية؛ نجاح وفلاح للدعوات والمشاريع النهارية.

فالتعرض لنفحات الله عزوجل في هذا الوقت وقراءة كتابه والاستعانة بالدعاء والتسبيح؛ هي زادٌ مضمون يعين على جميع مشاق الحياة وأتعابها.

وبعد؛ ففي النفس حياء وخجل، وخوف ووجل، فالتقصير حاصل، والفعل دون ذلك بمراحل، والله المستعان، ولكن هو التبليغ ولو بآية، والتذكير إن نفعت الذكرى، ولسان الحال، كشأن ابن الجوزي حين قال: (إلهي وسيدي إن قضيت علي بالعذاب غداً فلا تعلمهم بعذابي؛ صيانة لكرمك لا لأجلي، لئلا يقولوا: عذب من دل عليه).

فاللهم اجعلنا من عبادك المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، والصابرين على ما أصابهم، والمقيمي الصلاة، ومما رزقتهم ينفقون.

المصدر: mhiptv.org/forums


rdhl hggdg

__________________

الشيخ العيوطى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-2012, 04:05 PM   #2
أم رانا
أعضاء فى القلب
 
الصورة الرمزية أم رانا
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 1,659
أم رانا is on a distinguished road
افتراضي

أم رانا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-2012, 07:23 PM   #3
الشيخ العيوطى
من علماء الازهر الشريف
 
الصورة الرمزية الشيخ العيوطى
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 2,638
الشيخ العيوطى is on a distinguished road
افتراضي

مرورك عطر صفحتى
__________________

الشيخ العيوطى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-2012, 09:37 PM   #4
ayman1997
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 94
ayman1997 is on a distinguished road
افتراضي

barak allah fikakhi
ayman1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2013, 10:31 PM   #5
شكر احمد محمود
:: عضو نشيط ::
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 414
شكر احمد محمود is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله ياشيخنا وجعله في ميزان حسناتك وجعلنا من قيام الليل
شكر احمد محمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيفية صلاة قيام الليل soliman2

المنتدى الاسلامي

2 05-04-2013 11:08 PM
قيام الليل soliman2

المنتدى الاسلامي

1 05-04-2013 10:37 PM
أعمال تعادل قيام الليل جولد 2020

المنتدى الاسلامي

3 14-09-2011 11:14 PM
مراتب قيام الليل بعدد الآيات soliman2

المنتدى الاسلامي

0 06-12-2010 08:46 PM
قيام الليل soliman2

المنتدى الاسلامي

0 07-02-2010 02:08 PM


الساعة الآن 08:55 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
mhiptv.org , دعم فنى